رغم التوصل لاتفاق صلح بينهما عقب الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط 26 قتيلاً إلا أن قبيلتي دبوادي وبني هلال بأسوان يحملان تاريخاً من الثأر والدم يصعب نسيانه أو تجاهله.
وتمتد قبائل دبوادي النوبية داخل قبائل الكنوز والفاديجكا، وكانت قبل تهجير النوبة تقع في أقصى الشمال بأسوان، وتتميز بالحفاظ على التقاليد والأعراق النوبية.
وتتوطن قبائل دابودي في قرية دابود، وهي قرية نوبية كنزية ماتوكية، والماتوكية هم أحد قسمي النوبة المصرية (الماتوكية والفاديجا)، والقرية هي بوابة النوبة الشمالية لأنها أول قرى النوبة المصرية بعد إنشاء السد العالي قبل تهجير النوبيين من أراضيهم وموطنهم الأصلي جنوب أسوان إلى كوم أمبو شمال.
وتعتبر قرية دابود أكبر القرى النوبية تعداداً، حيث بلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية للمركز القومي للتعداد والإحصاء 2.52 مليون نسمة، يوجد منهم مليون و420 ألف داخل مصر والباقون موزعون في مختلف دول العالم.
ويشتهر الدابودية بعزة النفس وعدم الرضوخ للحلول الوسط، ويعد مقتل أحد أبناء القبيلة بمثابة إعلان حرب مع القبيلة التي ينتمى إليها القاتل.

قبائل بني هلال

أما قبيلة بني هلال فيرجع نسبها إلى بني عامر بن معاوية بن هوازن بن منصور بن عكرمة، وهي قبيلة نازحة من شبه الجزيرة العربية، وتعتبر واحدة من أشهر وأكبر القبائل العربية التي هاجرت لشمال إفريقيا في بداية القرن الخامس الهجري، وتُعرف في التراث الشعبي بـ"تغريبة بني هلال".
وتعتبر قبيلتا بني هلال وعامر من أكبر القبائل العربية طيلة العصرين الأموي والعباسي، واستوطنوا مصر منذ ذلك الحين، وتحديداً منطقة شرق النيل، وانتشروا في العديد من محافظات مصر مثل: كقنا، وسوهاج، ومطروح، والبحيرة، وهناك صلة قرابة تربطهم بقبيلة أولاد علي في محافظة مطروح، غير أن أكبر تجمعاتهم تتركز في أسوان وقنا.
ونزحت مجموعات منهم إلى محافظة أسوان منذ فترة طويلة واستوطنوا في منطقة الطابية بمدينة أسوان قبل تحويلها إلى أكبر مساجد المحافظة، حيث تم نقلهم إلى مناطق خور وعواضة وزرزارة والسيل الريسي ومنطقة الصحابي.

تاريخ الصراع بين القبيلتين

والصراع بين القبيلتين متجذر وله رواسب تاريخية يصعب تجاهلها، فالنوبيون ينظرون إلى بني هلال باستعلاء، ويرونهم دُخلاء، ويعتبرون أنهم أصحاب الأرض والسكان الأصليين.
أما بنو هلال فيعتبرون النوبيين أقلية لا يجب أن يقاسموهم خير أراضيهم، ولم يحدث أن تزوج أحد من الآخر أو حتى شاركه في عمل أو تجارة، وسيستمر الصراع رغم محاولات الصلح؛ فعقيدة الثأر راسخة، والقبيلتان لديهما ثقافة ثأر وتراث من الإقصاء للآخر ودم يتعذر أن تنهيه جلسات صلح.