منح أسرع هدف عكسي في تاريخ كأس العالم لكرة القدم وهدف نموذجي
رائع لليونيل ميسي الفوز للارجنتين 2-1 على البوسنة في المباراة التي جرت
بالمجموعة السادسة باستاد ماراكانا اليوم الاحد.
وكما هي العادة.. ميسي يخطف الأضواء في كل الأحوال، فكما كان من
يترقب هذا اللقاء لمشاهدة الأرجنتين، فهناك شريحة كبيرة كانت تنتظر ماذا
سيقدم قائد التانغو في ثالث مونديال يخوضه مع التانغو، طامحين أن يمسح
الصورة الهزيلة التي ظهر بها في جنوب أفريقيا 2010.
بالفعل بداية ميسي تبدو مشجعه هذه المرة.. لم يكن ميسي الذي نعرفه
ولكن لم يكن سيئ أيضاً.. خاض شوط أول مخيب وعكسه بثاني أكثر تميز، سجل به
الهدف الثاني للأرجنتين والأول له في المونديال، ليضاف إلى هدفه الوحيد
الذي سجل في مرمى صربيا في مونديال 2006، حينما كان شاباً يافعاً حينها.
نستطيع القول أن ميسي فعل الاهم وغاب عن المهم.. فهو سجل وهذا أمر
هام للغاية ليعزز من ثقته بنفسه وثقة زملائه به، ويمنع حدوث فترة شك قد
تؤثر به وتغيبه عن بقية المباريات، بينما المهم كان أن يقدم عرضاً ملفتاً
يليق بطموحات انصار التانغو التي تنتظر منه الكثير والكثير، وهذا يمكن
رؤيته في المباريات المقبلة للأرجنتين خاصة وأن المباريات التي تنتظر ميسي
ورفاقه ليست بالمعقدة.
واجبات البرغوث الأرجنتيني ستزيد مع وصول منتخب بلاده إلى الدور
الثاني، حينها سيكون الاختبار الحقيقي لميسي الذي يأمل أن يكرر إنجاز دييغو
ارماندو مارادونا ويكمل ما ينقصه بالتتويج بلقب كأس العالم.
وبالحديث عن مارادونا، عادل ميسي رقم مارادونا بالتسجيل في اطول فاصل بين هدفين للأرجنتين في المونديال والبالغ 8 سنوات.
وكما أن ميسي يحتاج لتصاعد مستواه في المباريات المقبلة، فالحال
ينطبق على بقية اللاعبين والمنتخب ككل، اغويرو هيغواين وأيضاً دي ماريا
منتظر منهم الكثير، لم يظهروا بشكل ملفت أمام البوسنة وهم بحاجة لظهور
مغاير في المباريات المقبلة للتانغو إذا ما كانوا بالفعل يضعون التتويج
بالمونديال نصب أعينهم.
فغياب الانسجام والحضور الذهني سيما في خط الهجوم اتضح بشكل كبير
في مباراة البوسنة، وعلى سابيلا ايجاد الحلول اللازمة لتفعيل خط المقدمة
واستغلال كمية النجوم الهائلة التي يحظى بها المنتخب، وربما يكون أول هذه
التغييرات إبعاد ماكسي رودريغيز الذي كان حاضر غائب في اللقاء ولم يظهر
بمنظر صانع الألعاب المتوقع منه